الجمعة، 8 يناير 2010

القهوة

للقهوة العربية معنىً خاصا في المجتمع القطري وتحتل مكاناً بارزاً في المجالس باعتبارها رمزاً للكرم و حسن الضيافة والقهوة العربية سيدة المواقف في كل المناسبات، واستمدت القهوة العربية هذا الوضع من تقاليد وأعراف عميقة فأصبحت جزءا من تاريخ وحضارة المجتمع العربي بمختلف مستوياته الاجتماعية. البدويّ يعشق القهوة بطبعه ويُغرم بشربِها، ويجد في ذلك متعته ولذته، وكثيراً ما يُصَغِّرون اسمها للتحبّب فيسمونها "قهيوة". وتتجلى أهمية القهوة في عدة أمور، منها الكرم وحسن الضيافة، ولذلك يقولون: "دْلال أبو فلان ما بتنزل من على النار"، أي أن القهوة دائماً جاهزة عنده وبالتالي فهو على استعداد دائم لاستقبال الضيوف. والقطريين أو العرب عموماً يهتمون كثيرا ويعتزون بأواني القهوة العربية مثل الدلال ومفردها دلة، وهي معروفة منذ القدم لصناعة القهوة العربية وتقديمها، وكانت تصنع من الفخار، قبل أن تنتشر الأنواع المعدنية، وخاصة المصنوعة من النحاس // التي يوضع فيها الهيل تمهيدا لسكب القهوة فوقها بعد أن " تفوح " أي بعد نضجها ويضاف إليها بعد ذلك المطيبات مثل القرنفل وجوزة الطيب والعنبر والزعفران والهيل وتنقسم الدلال تبعا لاستخداماتها المختلفة إلى ثلاث أنواع : الخمرة : و هي أكبر حجما من دلال القهوة العادية ، وتوضع دائما فوق الحطب على الكوار وبها الماء الساخن وما تبقى من بقايا الهيل والبن. دلة صغير"المصب" لتقديم القهوة وعادة تكون لامعة وبجانبها فناجين لشرب القهوة، تصنع من الخزف وبيضاء اللون عادة المزل (الملقمة) : وهي الدلة المتوسطة الحجم، والتي يتم فيها تلقيم القهوة بعد نقل جزء من الماء الساخن من الدلة الكبيرة ( الخمرة ) فيرفع البن من قاعها ويقال : ( لقم ) القهوة ، أي جهزها تمهيدا لصنعها. وتوضع دائما فوق الحطب. المصب : وهي أصغر الدلال المستخدمة في عمل القهوة، وتستخدم بعد طبخ القهوة في الدلة المتوسطة، حيث يصب فيها صافي القهوة، ثم يوضع بها الهيل، وتستخدم لتقديم القهوة حيث تصب في الفناجين. وللقهوة أدوات مختلفة، لها أهميتها الكبيرة وكلّ أداة منها لها دورها ومفعولها، إذ بدونها لا يمكن صناعة القهوة وإعدادها بالشكل المناسب والمطلوب، ومن هذه الأدوات: الْمِحْمَاس: هي أداة معدنية ثقيلة تُحَمَّس بها القهوة، وهناك نوع منها له منصب صغير ترتكز عليه، وتُقَلّب بداخلها حبّات القهوة بواسطة قضيب طويل له رأس يشبه الملعقة وله جرير يربطه في آخر المحماسة، ويتعذّر رفع المحماسة وتقليبها باليد بسبب طولها وثقلها. المقلى: هي أداة تُحَمَّس فيها القهوة في حالة عدم وجود محماس ثقيل كالتي ذُكرت أعلاه، ونظراً لخفة القلاّية وسهولة نقلها وتحريكها فقد انتشرت أكثر من المحماس وأصبحت متداولة أكثر من سابقتها، ولا يوجد للقلاية قضيب لتحريك القهوة، وإنما تُقلَّب بها القهوة بواسطة تحريكها بطريقة خاصة تُرفع بواسطتها حبّات القهوة إلى الأعلى ثم يتلقاها بالقلاية من يُعدّ القهوة ويهزها هزات خفيفة حتى تنضج، وفنّ تقليب القهوة بالطريقة التي ذكرنا لا يجيده إلا من له خبرة في مجال عمل القهوة وتحميصها. الْمِهْبَاش: هو الجُرن و"هو أداة من النحاس أو البرونز ويستعمل لدقّ القهوة وطحنها، وله يد نحاسية ثقيلة تسمى "يد الجرن"، الذي تتم فيه عملية سَحْنِ القهوة وطحنها، وله عصا غليظة تُدَقّ بها القهوة تسمى المسحانة"، والمهباش يُصنع أيضاً من خشب صلبٍ ومتين، ويعيش لسنوات طويلة، وهو تحفة خشبية جميلة وجذابة، تزينه نقوش وزخرفة جميلة، وعليه بعض الأزرار النحاسية التي رُتِّبَتْ بأشكال هندسية مختلفة تجذب الأنظار، وعندما تُدَقّ القهوة في جوفه، يصدر صوتاً رتيباً متناسقاً، وهناك العديد ممن يتقنون الدقّ عليه بعدة دَقَّاتٍ مختلفة، لكل دقّةٍ منها صوت ولحن يختلف عن الأصوات الأخرى.، وكان صوت الجرن يجلب الناس لشرب القهوة عند صاحب البيت، ويتجاذبون الأحاديث المختلفة. الهَاون: يلفظونه "هون"، وهو نوعان نوع من الحديد وآخر من النحاس، تُسحن فيه القهوة بواسطة ضغطها بالمسحانة وهي عصا الجرن الثقيلة وتحريك تلك اليد مع ضغطها على حبات القهوة المحمصة حتى تطحنها طحناً ناعماً، وعند التحريك أيضاً تحدث صوتاً يطرب من يستمع إلى طحن القهوة. وعادةً ما تكون هناك فرشاة صغيرة مربوطة بخيط يلتفّ حول حافة الهاون، تُجمع بها القهوة المطحونة في مكان واحد من قعر الهاون حتى يمكن تناولها. الفنجان: وجمعه فناجين، وهو وعاء صغير من الخزف تُصَبّ فيه القهوة، ومنه أحجام وأنواع مختلفة، وتوضع فناجين القهوة عادة في إناء صغير يسمى ( الملة ) به ماء لغسلها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق