خراب الدوحه الاول
أبتدت السالفة بالضبط من سجن الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني بعد وقعة الوكرة في سنة 1283 هـ، حيث كان (الشيخ احمد بن محمد بن احمد بن سلمان آل خليفة) عاملاً لحاكم البحرين وقرر في وقتها أثبات وجوده في قطر وقد ناسب الشيخ محمد بن ثاني وتزوج من أحدى بناته، وكان معروف عن الشيخ (احمد بن محمد آل خليفة ) أنه شخصية حادة الطباع، ولذلك لقي الاسلوب الجاف من هل قطر في التعامل، فقرر الأنتقال إلى جليعة (قلعة) (محمد بن سعيد الكواري) في الوكرة، ونزل معاه النعيم فيها وكانوا من الشيوخ فيهم (ناصر بن جبر و أخوه راشد بن جبر)، وكانوا يعاملون هناك (يتاجرون) وبعد يدخلون الغوص، وحصل شد ي أحدى المرات بين ناس يتبعون الشيخ احمد بن محمد ال خليفة و تجار من النعيم بسوق الوكرة وخذوا بضاعة النعيم، ويوم أعترضوا التجار اضربوهم ربع الشيخ احمد ، فطلع علي بن ثامر النعيمي وراح للشيخ احمد آل خليفة يعترض على الحاصل وبشدة وحرارة الكلام احبسه الشيخ أحمد.
وطلع من النعيم الشيخ ناصر بن جبر و أخوه راشد بن جبر وخذوا خشب ونزلوا على الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني وانتخوا به وماردهم الشيخ قاسم بن محمد، وقالهم ولدكم اليوم عندكم، على شرط اتعاهدوني وتخلصون وتتعاضدون معاي، وعاهدوه على ما طلب.
مراااااااااااااااااااد ،، قام الشيخ قاسم بن محمد وطلب من واحد من جماعته يرفع النشر (الراية) ويركزها عند مداخل الدوحة ويجمع العرب من الدوحة ورميلة والبدع (اللي يسمع يقول مدن) ،،،، المهم تجمعوا العرب بعد صلاة الظهر ومشوا صوب الوكرة، وما صار وقت صلاة العصر الا هم على بيبان الوكرة.
ما شاف الشيخ احمد بن محمد الخليفة العرب ويامر ربعه يتحصنون بالجلعة، وجمع ربعه واهله على مركبين وشرد، ودخلوا العرب السجن واكسروه وطلعوا علي بن ثامر النعيمي، ورجعوا العرب على راسهم الشيخ قاسم بن محمد إلى الدوحة، والنعيم ردوا صوب ديارهم في مسيمير.
المهم الشيخ احمد بن محمد آل خليفة إلى الخوير في الشمال، وطرش حق الشيخ محمد آل خليفة وأخوه الشيخ علي مكاتيب يعلمهم باللي صار، وقالوا له اقبض القاع وخلك مكانك لين يجيك العلم، وبما أن آل خليفة محنكين سياسياً و ذوي حيلة واسعه، فأنهم تظاهروا وكأن شيء لم يكن، وأبدوا أمام الخلق أستيائهم من تصرفات الشيخ أحمد بن أحمد الخليفة، وطرشوا المكاتيب صوب النعيم يتعذرون منهم عن تصرفات الشيخ أحمد، وطلبوهم يجونهم البحرين علشان يرضون خاطرهم، وبالفعل راحوا شيوخهم منهم راشد بن جبر و علي بن ثامر النعيمي، ودخلوا على الشيخ محمد آل خليفة مجلسه، واسترضاهم بالكلام وماقصر معاهم ثم أكرمهم كل واحد بكسوة وكل واحد له فرس، و وجبهم لمدة ثلاث شهور.
المهم اوصلت الاخبار قطر ان شيوخ النعيم اوصلتهم رضوتهم بالبحرين، وان ماعاد في خلاف بين النعيم وآل خليفة،،، والعادة الشيخ قاسم بن محمد يروح يقعد في البحرين، وتأخر عن موعد روحته كل سنة شهرين، فطرشوا شيوخ البحرين ( الشيخ محمد والشيخ علي أخوه) يسئلون ويقولون له وراه ما جاهم على ما يخبرون، واستكبروا عليه خوفه أن كان خايف بسبة موضوع النعيم، وقالوا له اثر الجماعة راضينهم وما عاد بينا خلاف، والمكان يا قاسم مكانك والبلاد تطلبك ولك الأمان فيها ،،، الشيخ قاسم بن محمد أتشاور مع ربعه وقالوا له مكانك ابرك لك، وماطاع الشور وسافر إلى البحرين، و أول ما وصل اقبضوه آل خليفة وحطوه بالحديد.
وقعة خراب الدوحة الثاني 1283
ويوم أن آل خليفة أمنوا شر الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني وسطوته عليهم، جهزوا جيش وطرشوه صوب ولدهم الشيخ احمد في الخوير وكان الجيش مكون من التالي
العجمان وعلى راسهم الشيخ منصور الطويل
آل مرة وعلى راسهم الشيخ سالم بن نقدان
المناصير وعلى راسهم الشيخ محمد بن سالمين آل رحمة
وكان يقود العرب الشيخ ابراهيم بن علي آل خليفة وأخوه الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، ونزلوا بالخوير عن الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة ومن هناك سروا قاصدين الدوحة
وصل العلم للشيخ محمد بن ثاني عن الجماعة، وركب صوب النعيم عين ينقال لها (البحث)، وطلب المعونة لكن الجماعة للأسف ما اعانوه، فحرك صوب هل رميلة الي قاموا معاه، المهم أن يوم اعرفوا آل خليفة بأن العرب استعدوا لهم ، طرشوا مكتوب حق الشيخ محمد بن ثاني، و اشرحوا له قصدهم ونيتهم من الجية للدوحة واطلبوه يجيهم وقالوا له يابن ثاني لك عهدالله وأمانته توصلنا وشرطٍ علينا ما ترجع الا وخاطرك طايب، وبالفعل توجه لهم محمد بن ثاني، ويوم جلس معاهم ، قالوا له وليدك (أحمد بن محمد الخليفة) في قلبه غيض على ولدك الشيخ قاسم، وحالف يمين طلاق بالثلاث من حريمه الاربع (اللي بينهم يعني بنتك) الا يوطي ارض الدوحة بجيشه، مثل ما وطى قاسم الوكره بجيشه، وبدون مايصير فيها دم ولا ذبح نفس ما صار بالوكرة، ومن ثم عطوه نشر أبيض وقالوا له حطه هالنشر على سطح بيتك وهو نيشان الامان على الخلق ،،، الشيخ خذ بالكلام وصدق وخذ النشر (العلم) وعود الدوحة، وفرق العرب وقالهم مافيها لا دم ولا غيره وطرش منادي بين الخلق وقالهم تموا في بيوتكم وسكروا بيبانكم عليكم وأنتوا أمنين وماعليكم شر.
فدخل آل خليفة بالعرب الدوحة، ومالقوا حد بطريجهم، وبالفعل ماتعرضوا لحد، لين اوصلوا السوق ، كان يقولون الشيوخ لكم ما قدرتوا تاخذون، ويبتدي النهب بالسوق ويردون على بيوت الخلق ياخذون منها ما يقدرون وحتى بيت الشيخ قاسم تم نهبه وخذوا منه ست من الخيل الأصيلة، ومابقى بيت ماتم نهبه الا بيت محمد بن ثاني اللي عليه النشر الابيض، وتسمت بخراب الدوحة الثاني.
وقعة الحمرورة سنة 1283 هـ
حطوا الجماعة (ال خليفة وجيشهم) رحالهم في منطقة مشيرب، ومن ثم واصلوا بسيرهم وهالمرة يقودهم الشيخ (احمد بن محمد آل خليفة) صوب عين البحث، و وصل العلم النعيم بزحف الشيخ محمد صوبهم، فشدوا الجماعة وشلوا اغراضهم وقرروا يرحلون، ولين يوم ثالث واحمد بن محمد آل خليفة وراهم، لين لقاهم بالحمرورة يوم أنه بكر عليهم قبل لا يمشون، ودارت بينهم في منطقة الحمرورة ، وقاتل النعيم قتال شديد وظهروا باسهم خاصة أنهم يدافعون عن حريمهم وعيالهم وحلالهم، ومافي بعدها خير ان وطوا الحريم والحلال، فأستبسلوا بقتال شديد لين اكسروا الجماعة الي غازينهم و ذبح فيها الشيخ احمد بن محمد وخلق واجد معاه من الي اتبعوه، وبعدها كملوا النعيم طريقهم لين الحسا خوف يطرشون آل خليفة زود عليهم وتوهم طالعين من وقعه.
وبعدها اوصلت بارجة أنجليزية وفيها رئيس الخليج (المعتمد السياسي) أن ماخاب الظن يكون ديلي وقتها، وراح له الشيخ محمد بن ثاني وأجتمع معاه واشتكا من فعلة آل خليفة ونزولهم قطر وسلب ونهب أهلها، وطلب منه حصرها ، فقال الشيخ محمد (اما النهب والسلب فلا يهمنا ولا يمكن حصره، ولكن المهم هو الاعتداء على بيت الشيخ قاسم ونهب خيوله الستة، والتي أرسلت إلى حاكم ابوظبي الشيخ زايد) وطلب منه معاهدة السلامة على قطر فأعطاه ماطلب ، وارتحلت البارجة إلى أبوظبي وأرجعت خيول الشيخ قاسم، وعلى ما يبدوا ان الحادثة اغضبت هل قطر كثيراً وأيضاً يبدوا ان ردة فعل الشيخ محمد بن ثاني لم تكن مقبولة عن هل قطر.
وقعة دامسة سنة 1284 هـ
فخرج المعاضيد يومها من قطر وقالوا لن نبقى في قطر والشيخ قاسم غايب عنها، ولن نقدر أن ناخذ بثارنا ونحن في قطر، وعليه سنخرج منها، وبالفعل خرج المعاضيد يتبعهم هل قطر ونزلوا إلى جارك (تشارخ) في بر فارس، أما الشيخ محمد فذهب إلى البحرين ونزل المحرق وصار يتصل بآل خليفة لأطلاق سراح ولده الشيخ قاسم من السجن، والذي لم يفد.
تم المعاضيد في تلك الفترة الصيف بطواله في جارك (تشارخ) ببلاد فارس، وفي تلك الفترة جمعوا السلاح والرجال في السفن ثم نزلوا إلى الوكرة، وأرسلوا المكاتيب إلى النعيم في الأحساء ويستنجدون بهم فوجدوهم في رقيجة، وبالتحديد عند ماي يقال له (سيح البراني)، فلبوا الطلب على عجاله ورحلوا مع المطراش الي جاهم ونزلوا بعيالهم صوب السيلية قريب من الدوحة، ومن بعد ماثبتوا كل حاجة وأمنوا العيال والحريم، على طول حركوا صوب الوكرة، وكان يقودهم الشيخ ناصر بن جبر النعيمي، وخذوا من هل الوكرة الخشب ومن ثم مروا على البوكوارة في سميمة واستنخوا ابهم واطلبوهم ولم يتم أحد من البوكوارة في ذاك اليوم الا وركب الخشب، وكان يحثهم على ذلك ابراهيم بن سالم، ثم ساروا صوب البحرين.
وعرفوا آل خليفة بالجمعة الي جايتهم ونية العرب بأنهم غازيين البحرين لا محالة، فطلبوا من الشيخ محمد بن ثاني الذي كان بالمحرق ومعه الشيخ سلمان بن حمود آل خليفة للتوسط عند هل قطر بالرجوع عن غزو البحرين مقابل اطلاقهم سراح قاسم، وكانت هذه حيلة كي يستعد فيها آل خليفة ولا ينفذوا عهدهم بأطلاق سراح قاسم ،،،، الحاصل ،،،، لحق الشيخ محمد بن ثاني على العرب وهم امبندرين في راس ركن، و وصلهم الرسالة وقالهم ماقالوه الخليفة، فردوا عليه بعدم تصديقهم لقول آل خليفة وأنهم قد خانوا العهد، وحطوا الشيخ محمد بن ثاني والشيخ سلمان بن حمود في مركب وطرشوهم صوب الوكرة ،،، وتحركوا صوب البحرين وكان يقودهم في ذلك الشيخ ناصر بن جبر النعيمي، وفي طريقهم كانوا ينشدون ويقولون :
حرم عليك الصلح منا ،،،، ما دام قاسم في الحديد
لابد ما تارد سفنا ،،،، بالسيف مصقول الحديد
ويعنون بذلك طلب آل خليفة الصلح، مراد اوصلوا الجماعة صوب البحرين ولقوا اهلها متجيشين لهم ومتبرزين لهم في أثناء مطراش الشيخ محمد بن ثاني و الشيخ سلمان بن حمود ،،، الحاصل تلاقوا في البحر بمكان ينقاله (دامسة)، وتلامست المراكب وتضاربت الاشرعة وتصادمت الأخشاب وجرت الرجال المراكب بالكلاليب ورعدت البنادق وابرقت، وتصافت الرجال على ضهور المراكب وحمي الوطيس بين الجمعين وابرقت سيوف العرب، وسالت الدمان، واحترق خشب ونجا خشب وتسابق الرجال للموت، واغرقت الاشرعة بالدمان وانقتل من الجمع كثار، وبالنهاية أنكسر هل قطر، ومات من المعاضيد محمد بن غانم وانجرح سلطان بن ماجد وغيرهم من البوكوارة والنعيم ومن البحرين مثلهم وأكثر.
روجعوا هل قطر بعد دامسة مكسورين للوكرة، وقام الشيخ محمد آل خليفة يحشد خلق من البحرين بنية أنه يتوجه ابهم صوب الوكرة ويكسر هل قطر مرة وحده، وبالفعل وصل الجيش وعلى راسهم ويقودهم الشيخ علي آل خليفة، ونزلوا صوب جبل الوكرة، وفي اليوم الثاني اطلعوا لهم هل قطر، ودارت بينهم رحى الحرب وقامت الغبرة وشدت العرب الساعد على السيف وقامت على هل البحرين قومة وحده وجمدت القلوب خوفٍ على الأعراض والحلال، فكسروا بجلدهم هل البحرين و وقعت في هل البحرين وقعة عظيمة، ونأسر منهم الشيخ ابراهيم بن علي آل خليفة و نجى من الأسر الشيخ عيسى بن علي وكان صغير في العمر فركب على ضهر أحد الخدام وسبح به إلى المركب ونجاه الله وسلم من الأسر والقتل؟
أما الشيخ ابراهيم فأخذه هل قطر إلى الشيخ محمد بن ثاني مكرماً معززاً بسلاحه، أما الشيخ علي آل خليفة فرجع بفلوله إلى البحرين ناجياً مما أصاب ربعه ،،، فلما وصل أحضروا الشيخ قاسم ، ثم وضعوه في مركب و أطلقوا سراحه مرسلينه إلى قطر، ونفس المركب التي رجعت بالشيخ قاسم، رجعت بالشيخ ابراهيم و الشيخ سلمان بن حمود إلى البحرين
ثم أنتقل الشيخ قاسم بن محمد مع أبيه من الوكرة إلى الدوحة، وأرسلا المراكب إلى جارك (تشارخ) في فارس لتنقل أهلهم منها و إرجاعهم إلىقطر ، وبعد ذلك أجمع هل قطر على مبايعة الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني، فبايعوه بالأجماع على السمع والطاعة، ودنت له البلاد من الوكرة إلى الخوير ولم يختلف أحد على إمارته .
هذا ما حصل وهذا ما يتواتره الناس ورغم أختلاف جزيئات صغيرة من القصص وما يتردد ولكن هذا هو التاريخ لا يمكن نكرانه
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
شكراً على المعلومات القيمة، وسأقارنها بكتاب إمارة قطر العربي للمؤلف محمد شريف الشيباني
ردحذف