الاثنين، 11 يناير 2010

عادات الزواج قديما في قطر

عادات الزواج قديما في قطر والخليج

تختلف تقاليد الزفاف ومراسم الأعراس المتبعة بين بلد وأخر
ومهما اختلفت هذه التقاليد والطقوس فإنها تصب بالتالي في قناة واحدة
هي فرحة الأهل بزواج الابن أو الابنة
وإتمام الزواج ضمن قوانين اجتماعية متوارثة
تضفي الصفة الشرعية والرضا على قران شريكين متلازمين مدى الحياة .

إن الواقع التاريخي والجغرافي للكثير من أقطار الخليج العربي أقطار عربية أخرى
ينعكس في التشابه الكبير لتفاصيل الاحتفالات للعرس في هذه الأقطار
ولو أن هناك بعض الاختلافات الطفيفة
وتطوي القرون ذكريات الماضي لتظهر في الحاضر فترة جديدة
ذات طابع استقى ملامحة الحضارية لحركة التطور الاجتماعي
الذي صاحب فترة ما بعد ظهور النفط في معظم أقطار الخليج العربي
فهذه الاحتفالات تقرب من الأذهان الفرحة الكبيرة
التي كانت تعم الأسرة والأقرباء رغم الحالة الاجتماعية والمالية
للكثير من الأسر في ذلك الوقت .

وللزواج قديما في منطقة الخليج عادات وتقاليد تميزه عن غيره
لدى سائر الشعوب كما أن لكل شعب مميزاته وعاداته في الاحتفاء بالزواج
ويمر الزواج بمراحل قبل إتمامه
ومنها :

الخطابة


والخطابة هي امرأة محترفة أعدت نفسها للبحث عن الفتيات الصالحات
لبيت الزوجية بإيعاز من أهل العريس مقابل أجرة مالية
تتفق معها بشأنها فتشترط هذه على أهل الفتاة
بعد موافقتهم أن تكون ابنتهم فاهمة للخدمة المنزلية
وقضاء جميع لوازم المنزل وتطوف هذه الخطابة على جميع المنازل
فيستضيفها الجميع أملا في انتقاء ابنتهم
وعند موافقتها على أحدى البنات الصالحات تذهب إلى أهل المعرس
فيوفدون من يراها ويتعرف عليها من أهل المنزل أنفسهم
وتكون والدته أو خالته أو إحدى قريباته أو الجارات
ثم بعد الاتفاق على الزواج تأتي الدزة .


الدزة







وهي عبارة عن صرة (بقشة ) كبيرة محتوية على ملابس العروس
وجهازها مع صرة (كيس ) صغير من الجهاز المالي
ويحتوي على مبلغ مناسب من الريالات أو الروبيات ،
وللدزة مراسم جميلة تلاشت وانمحت ولم يحل محلها شيء
ومن مراسمها أن تدعو ربه البيت أو والدة المعرس جميع قريباتها
ومعارفها ومن يعز عليها في منزله ليلا قبل صلاة العشاء
وقد أحضرت الدزة وهيأت لها من تقوم بحملة
وما أن يحين الوقت المناسب حتى يقوم الجميع
ويتقدمن من حاملة الدزة التي تضعها فوق رأسها
حاملة صرة النقود في أحدى يديها وبجانبها حاملو المصابيح المنيرة
ثم يبدأ الموكب الجميل سيرة مشيا على الأقدام
مخترقا الطريق والمنعطفات تصاحبه عناية النساء بالدعوات
والتهليل بصيحاتهن العذبة الرنانه مصوتات
(ألف الصلاة والسلام عليك يا حبيب الله محمد )
فتتبعها الزغاريد المدوية اللافتة للأنظار
التي تجعل النسوة وأهالي الأحياء يتسابقون للتمتع بهذا المنظر
المفرح ، وما أن يصل الموكب إلى بيت الخطيبة ويدخلنه
حتى يجدن في استقبالهن جمعا كبيرا من النساء
دعين من قبل والدة العروس ليشاركن في هذه المناسبة
ويتبادلن السلام والتحيات ، وبعد أن يستقر الجميع
مكونات صفوفا منتظمة ،تفتح الدزة والصرة فيتجاذبن الملابس
ويدققن فيها فمنهن من تمدح ومنهن من تنتقد في غمرة الحديث
والتعليق واليباب مع تناول كؤوس الشراب والقهوة وباقي أصناف المأكولات
وبعدها تجمع الملابس لتوضع في صرتها
وتسلم مع صرة النقود لوالدة العروس ثم يبدأ كل بالانسحاب
فتصرف الموكب مودعا أجمل توديع .
وعند الاتفاق على يوم الزفاف تقوم العروس
بإعداد الخلة وتسمى أيضا الفرشة .




الخلة

هي الحجرة المعدة للزواج ،
وبها بقضي العروسان ليلة الدخلة حيث تزين الغرفة بالمرايا
وقطع الخام الملونة والمزركشة وتعد الخلة في بيت العروس
حيث من المقرر أن يقضي الزوج مدة أسبوع
أو ثمانية أيام قبل الانتقال إلى بيت الزوجية
ونظرا لتعذر الحال عند غالبية الأسر حيث كان من المتعذر
شراء جميع أدوات الزينة ،لذا تلجا الأسر إلى استعارة
بعض الأدوات من بيوت الجيران مثل المرايا والمساند والسجاد وغيره
ويوضع السرير في نهاية الحجرة حيث يحتل مساحة كبيرة
ويغطى بقماش احمر بالإضافة إلى تعليق الرمامين
وهي كرات صغيرة وكبيرة زجاجية ذات ألوان متعددة
تجلب عادة من الهند حيث تتدلى في خيوط لتعطي بريقا للحجرة ،
كذلك يوضع صندوق مبيت يقسم داخلة إلى عدة أقسام
للثياب والذهب والحاجيات الأخرى المهمة ،
وعلى الصندوق المبيت توضع السلة لتستعملها العروس لحفظ ملابسها
ويوضع في الفرشة باستمرار الروائح العطرة
مثل البخور والعود والخلطات الخاصة في صينية او طبق كبير
به مشموم ودهن العود والياسمين
حيث يتم توزيع المشموم المعطر بأنحاء الحجرة وتحت الفراش
وبجانب الدواشك والمساند لتعطي جوا من الراحة
أما المساحة المتبقية فتفرش بالمساند والدواشك
استعدادا لاستقبال المهنئين بالعرس

ليلة الحناء

يقام في هذه الليلة احتفال تدعى إليه النساء من الأسرتين
وبعض الأقرباء حيث تغطى العروس بملابس خضراء
تستر كل شيء في جسمها ما عدا الكفين والقدمين
فتكونان جاهزتين لنقش الحناء ،
وتشارك أيضا النسوة والفتيات العروس
فيقمن بتزيين أيديهن وأرجلهن تبركا بهذه الليلة
ويصاحب هذا الاحتفال عادة الضرب بالدفوف وتوزيع المشروبات
وما أن تحل ليلة الزفاف إلا وتجد بيت العروس قد امتلأ بالمدعوات
في وقت مبكر على حين أن العروس قد بوشر بتجهيزها بالملابس
والحلي وكل أنواع الزينة التي صفت في غرفة زفافها
وأما المعرس فقد وجه الدعوة إلى أقربائه ومحبيه للالتقاء معهم في منزله
قبل صلاة العشاء حيث قام بدعوة أحدى فرق (الرزيف ) الرجالية ،
إن رغب في دعوتهم حسب ظروفة وإمكانياته
التي ستزفة مع مدعوية إلى بيت عروسة مشيا على الأقدام
بهداية المصابيح المرفوعة على أكتاف الشباب
فيتحرك الموكب بعد صلاة العشاء يتقدمهم المعرس ووالده
واعز الناس إليه مع المدعوين يليهم رجال الفرقة
الذين يترنمون بفنونهم وأغانيهم الجذابة
التي تجعل الناس تتابعهم إلى حيث يصلون .
وحال وصولهم إلى هناك تستقبلهم الفرقة النسائية
بدفوفها وطبولها مباركات مرددات :

عليك سعيد-عليك سعيد
عليك سعيد ومبارك
لا اله إلا الله
يا نجمة الصبياني
عليه بال قبلاني





إلى أخر أبيات القصيد
وما أن يصل العريس إلى غرفته ويجلس مع مصطحبيه لحظات
حتى يقدمون إليه التهاني ويباركون زواجه ،
وبانتهاء هذه اللحظات يغادر جميع الرجال المنزل
بعد أن يعطروا بماء الورد والبخور تاركين (معرسهم )
ثم تحمل العروس في سجادة تحملها أربع نساء
وتزف إلى زوجها في نفس الوقت تقوم والدتها بإعداد ما يسمى بالأجر مع الخدم .
حيث تذبح الذبائح ويقوم الخدم بطبخ العيش مع اللحم طول الليل
وفي الصباح يوزع على الأهل والجيران .

الصباحية عند الفجر وقبل صلاة الصبح يطرق الباب على العروسين ،
إعلانا لهما بان الليلة الأولى قد مضت
وان عليهما الاستعداد لترتيبات اليوم الثاني
وقبل أن يغادر المعرس الخلة يضع تحت الوسادة
قطعة ذهبية أو أوراقا نقدية تعبيرا عن رضاه ومحبته
ويقدم للعريس بعض أصناف الحلويات كالخنفروش والبلاليط
ويشرب القهوة ويتطيب بماء الورد والعود
وعند طلوع الشمس يغادر إلى منزلة حيث يستقبل بالزغاريد
فيستعد في المجلس لاستقبال المهنئين .

الاجره

وهي إعداد وليمة حيث تذبح الذبائح
ويوكل احد الأشخاص المعروف عنهم الأداء الجيد في فن الطبخ
ويتفق معه بشان تحضير هذه الوليمة
وان تكون جاهزة لهذا اليوم السعيد
ويعد قسمان قسم للرجال والأخر للنساء ويوزع الباقي على البيوت القريبة
وكل يأخذ نصيبه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق